::: في القطار :::
سرى يطوي بنا الأميال طيّا
فلم ندر وجنح اللّيل داج كما تطوي السّجلّ أو الإزارا
بنا و به حنين و اشتياق أبرقا ما ركبنا أم قطارا
و لكنّا و سعنا الشّوق ذرعا و لولا ذان ما سرنا و سارا
و سمّينا الذي يخفيه وجدا و ضاق به فصعّده بخارا
غفا صحبي و بعضهم تغافى و سمّينا الذي يخفيه نارا
جلست أراقب الجوزاء وحدي و لم أذق الكرى إلاّ غرارا
يسير بنا القطار و نحن نرجو كما قد يرقب السّاري المنارا
و أقسم لو أحدّثه بما بي لو اختصر الطّريق بنا اختصارا
إلى البلد الأمين إلى كرام لحلّق في الفضاء بنا و طارا
إلى المزداد ودّهم لدينا يراعون المودّة و الجوارا
إذا سترت نحبّتها قلوب إذا زدنا صفاتهم اختبارا
فيا إخواننا في كلّ أمر فحبّي لا أطيق له استتارا
طويناها سباسب شاسعات أصيخوا كي أخاطبكم جهارا
و لولا أن تسير بنا إليكم تسير الواخدات بها حيارى
لننقل من \" نويورك \" لكم تحايا و كائبنا مشيناها اختيارا
و ننقل عنكم أخبار صدق تحاكي في لطافتها العقارا
سمعنا بالهزار و نحن قوم تحاكي النّدّ في الرّوض انتشارا
لديكم كوكب و بنا ظلام كما نهوى الغنا نهوى الهزار
جعلنا رسمه في كلّ ناد و أنتم تكرهون لنا العثارا
أجل ، هذا الذي نبغيه منكم و صيّرنا القلوب له إطارا
أتيناكم على ظمأ لأنّا و نرجو لا اللّجين و لا النّضار
و أنتم معشر طابوا نفوسا عرفنا فيكم السّحب الغزارا
بفيتم في سلام و اغتباط و أخلاقا كما كرموا نجارا
تضيء وجوهكم هذي الدّيارا