أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن صانع المعروف صاحب القلب الرحيم من أهل الجنة ، فقال في تقريره وتحديده لأهل الجنة (( وأهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق ، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال )).
وتتنوع أساليب النبي صلى الله عليه وسلم ليرسخ هذا المعنى في جذور وقلوب أصحابه ، فتراه يسألهم يوماً : (( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟)) ، قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا ، قال صلى الله عليه وسلم : (( من أتبع منكم اليوم جنازة ؟))، قال أبوبكر رضي عنه : أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فمن عاد اليوم منكم مريضاً ؟)) ، قال أبوبكر رضي الله عنه : أنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة )) .
وتأمل ...ثلاثة أسئلة من أصل أربعة تتعلق بأداء المعروف إلى الغير ، كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطل برأسه من وراء الأسطر والحروف ، يسألك بنفسه هذه الأسئلة ، ويقول لك : بذور الخيرات ثمار الجنات ، ومن قاسى هجير صنع المعروف في الدنيا قال في ظلال النعيم في الآخرة ، وكم ستقر عينه صلى الله عليه وسلم في قبره لو كانت عزماتك خيرية وإجابتك صديقية ..